السبت، 4 يونيو 2016

ياقليل الانتماء, يا عديم الهوية | بقلم: إياس بياسي

قبل البحث عن حلّ سياسيّ, يحقنُ دماءَ السوريين النّازفة للأبد, هل يمكنُنا القولُ أن هذه الحرب قد كشفتِ الكثيرَ من العوراتِ, منها ماكان مختبئاً, بين ركبتَي وسُرّة هذا الوطن؟
هل من "ورقة توت", كسَت جزءاً من هذا العراءِ, عبر الكثير من النظريّات السياسية, والعقائديّة, على مرّ التاريخ؟
هل على السّوري إذاً، أن يقفَ منكوباً، في شارعٍ ما، ويصرخ بأعلى صوته:
من أنا؟ من نحن؟ ماذا يجري؟
هل استطاع أصحاب النظريات الوضعية، وممثلو الأديان السماوية، فالأحزاب السياسية والدينية, أن يتفقوا فيما بينهم أولاً, وكلّ في محفلِه، أن يرفعوا راية واحدةً، توحِدُ رعاياهم فقط, كلّ على حدى، وداخل "الملّة" الواحدة، على كلمة سواء؟
لا
أمعقولٌ، أن هذا الكيان السياسي الهشّ, كان يجمعنا بين ذراعيه، ونحن نكنّ لبعضنا، كل هذا الحقد، وهذه الهمجيّة؟
أيُّ شارعِ في سوريا، قد يدهشُكَ, بتعدد انتماءاتِ وولاءات الناس فيه، لأيّ شيء، وأيّ أحد، سوى هذه الـ "سوريا"
أو قل:
إنّ خبراً واحداً، قد يقصِم ظهرَ أبناءِ, حلقةٍ دعويةٍ واحدةٍ, أو قد يحيلُ حلقةً حزبيةً إلى هشيمٍ تذروهُ الرياح, أو تُعلنُ "داحس وغبراء" أخرى بين فخذين أو بطنين, من أبناء البلاد, والأقذر من هذا كلّه أن الكلّ يقاتلُ مايسمّيهِ، "الفئة الباغية"، ويعدّ لها ما استطاع من قوة، وزد عليها رباط الخيل أيضاً، وكلّ يحمل كتابه على رمحِه وسيفه، ويعلنُ أن قتلاهُ في الجنّة، وقتلاهم في النار.
هل نحن "نقونن" أو "نشرعن" اقتتال الصحابة، ومبدأ القبيلة التي تقوم بـ "الغَلَبة" وكسر العظام؟
ياترى ..!!!
هل هي أزمة "هويّة ضائعة"، أم لا وجود لهويّة أصلاً، حتى تكون هناك أزمة؟
هناك شتيمة جديدة, على السوريين, أن يسبّوا بعضهم بها, هي:
ياقليل الانتماء، يا عديم الهوية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.