لقد قُيّضَ لهذه الأرض, أن تكونَ يوماً, أو طَوراً, "بلّوعة", تصبُّ فيها, كلُّ سوائل(1) الأرضِ, بدءاً من بني إسرائيلَ, الذين لم يتجمّعوا من أنحاءِ العالمِ, رغبةً منهم في "تفعيلِ" العهدِ القديمِ فقط, وشمْشَمةِ(2) مابقي من آثارِ بطونِ أقدامِ أنبيائِهم, بلْ، وكانت تصاحبُ هذه الرّغبة، قراراتٌ كبيرةٌ, من قادةِ العالمِ, بضرورةِ تنظيفِ بلدانِهم, من هذه القاذوراتِ، ورميِهم في أحضانِنا. ربما هذا مايفسّرُ, سببَ اهتمامِ العالمين بهذه الدّويلةِ الصغيرة، ويفسّرُ أيضاً –كنتيجةٍ- أن هذا الكوكبَ، يرى سكّانَ هذه الأرض الأصليين, منحطّين عرقياً, وهم القادرون –بشكلّ متفرّدٍ- على استيعابِ نفاياتِ الدّنيا، أو قد تكونُ رسالةً تاريخيّة مفادُها:
أعيدوا أسَّ البلاء إلى حاراتِكم ...
وتراهُم يردّدون مع محمود درويش:
"موتوا أينما شِئتم, ولكنْ لاتموتوا هنا"
العالمُ الآن، يهرولُ من جديدٍ، ويبحثُ في كلّ مكانٍ، وزقاقٍ، وحارةٍ، وشارعٍ، عن أولئك المقنّعين، المتّشِحين بالسّوادِ، ويفتّشُ عنهمُ في كلّ زاويةٍ، ليريحَ أمنَه القوميّ منهم، ويكنسَهم، بعد أن فشِلوا في امتحان الصّراط المستقيم، ولم يذوبوا في أفغانستان، أو الشيشان، أو البلقان، أو حتى الصومال ... إنه يبحثُ عنهم، ليردَّ دينَه لنا، إنه بملءِ فيهِ يقول:
أعطوهُم شجرةَ الأنبياءِ، وفتياتِ ماري، وألواحَ أوجاريت المحفوظةَ، وشَعرُ إيبلا الأبيضَ، وكلُّ كلّ أغاني نينوى، وسلِّموا لهم عُنقَ بابل، وسيرحلُون ..
إذاً ... كدّسوا أوهامكم في حفرةٍ مهجورةٍ وانصرفوا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): السوائل نسبة للبلوعة, وقد تكون في فرضٍ آخرَ, من يسألُ وطناً، تجاوزاً مني عن الجّمع الحقيقيّ لسائلٍ، أي طالبُ حاجةٍ، وهو "السّائلون"، فجمعُ التكسيرِ أحياناً، يفي بأغراضٍ عدّة.
(2): شمْشَمَة: وهي من الشّم، وهي أيضاً من "شمشون"، والذي هو –في العهدِ القديمِ- أحدُ أنبياءِ بني إسرائيلَ، المشهورُ بالقوّةِ المنبعثةِ من جدائلِ شَعرِهِ، واستعراضِهِ لها على الفلسطينيين، كما "السّبانخ" عند باباي مثلاً، وصلتُه، في النصِ هنا، قد تكونُ من "شمْشَنتهِم" على السّكانِ الأصليينَ، حتى عندما كانوا، مجرّدَ عابرين.
أعيدوا أسَّ البلاء إلى حاراتِكم ...
وتراهُم يردّدون مع محمود درويش:
"موتوا أينما شِئتم, ولكنْ لاتموتوا هنا"
العالمُ الآن، يهرولُ من جديدٍ، ويبحثُ في كلّ مكانٍ، وزقاقٍ، وحارةٍ، وشارعٍ، عن أولئك المقنّعين، المتّشِحين بالسّوادِ، ويفتّشُ عنهمُ في كلّ زاويةٍ، ليريحَ أمنَه القوميّ منهم، ويكنسَهم، بعد أن فشِلوا في امتحان الصّراط المستقيم، ولم يذوبوا في أفغانستان، أو الشيشان، أو البلقان، أو حتى الصومال ... إنه يبحثُ عنهم، ليردَّ دينَه لنا، إنه بملءِ فيهِ يقول:
أعطوهُم شجرةَ الأنبياءِ، وفتياتِ ماري، وألواحَ أوجاريت المحفوظةَ، وشَعرُ إيبلا الأبيضَ، وكلُّ كلّ أغاني نينوى، وسلِّموا لهم عُنقَ بابل، وسيرحلُون ..
إذاً ... كدّسوا أوهامكم في حفرةٍ مهجورةٍ وانصرفوا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): السوائل نسبة للبلوعة, وقد تكون في فرضٍ آخرَ, من يسألُ وطناً، تجاوزاً مني عن الجّمع الحقيقيّ لسائلٍ، أي طالبُ حاجةٍ، وهو "السّائلون"، فجمعُ التكسيرِ أحياناً، يفي بأغراضٍ عدّة.
(2): شمْشَمَة: وهي من الشّم، وهي أيضاً من "شمشون"، والذي هو –في العهدِ القديمِ- أحدُ أنبياءِ بني إسرائيلَ، المشهورُ بالقوّةِ المنبعثةِ من جدائلِ شَعرِهِ، واستعراضِهِ لها على الفلسطينيين، كما "السّبانخ" عند باباي مثلاً، وصلتُه، في النصِ هنا، قد تكونُ من "شمْشَنتهِم" على السّكانِ الأصليينَ، حتى عندما كانوا، مجرّدَ عابرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.