الجمعة، 26 يونيو 2015

هي الرّسالةُ ذاتُها | بقلم: إياس بياسي

هي الرّسالةُ ذاتُها, لم تختلِف أبداً, بل بدّلت ربما ساعي البريدْ.
هوذا مايحدث في التقمّص, فالرّوح نطّاطةٌ, من جسدٍ يفنى, لآخرَ يقوم.
سمِّ عدوّك ماشئت, وحدّد من شئت, لكنّه واحدٌ, دأبَ منذُ الأزلِ, على تفريغِكَ, من شحناتِ النّخوة الزّائدة, وردود فعلِكَ المؤثّرة.
هو ذاك الذي, ما انفكَّ ينخرُ في الأرضِ, بحثاً عن هياكلهِ, تحت سريرِكَ, في الوقت الذي, تطلقُ فيه بعضَ الرّوائحِ, والأصواتِ, أثناء نومكَ, بعد عشاءٍ ثقيل.
هو الذي استبدلَ فأراً بكَ, ليجري تجاربهُ على أعصابِكَ, وحسّكَ, وغيرَتِكَ.
هو الذي, يقولُ لكَ, كلّ صباح: أعلى مافي خيلك اركبه, وهو نفسُه, من سحبَ من أسواقِنا, أعلى الخيول, ونفسُهُ, من أغرقَ سوقَنا, بدوابٍّ كالتي ركبَها سانشو وهو سعيد, نعم سانشو, رفيق الدون كيشوت, في السّراء والضرّاء.
وأنتَ, لم تزل أنتَ, وهو يعرفُ تماماً, أنّك ستحزِمُ أمرَك جيّداً, وتفيضُ الغَضَبَةُ من عينيكَ, وتتضخّمُ أوردَتُكَ, بدماء الثّأرِ والانتقام, وتتنكّبُ إصراراً, ليس كأيّ إصرار, ثمّ, تعِدُّ له, ما استطعت من منشورات.
إن لم تنشرها, فاعلم أن الشيطان قد منعك.
نعيماً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.