السبت، 24 ديسمبر 2016

إننا نقرأ يا ذا العين الواحدة | بقلم: إياس بياسي

حدث أن قال قائد، في دولة ما، يوماً: (إن العرب لايقرؤون)
ونكاية به، وبكيانه المعادي، التقط العرب كل نفايات الثقافة والأيديولوجيا، وقاموا بقراءَتها.
مُت بغيظك يا ذا العين الواحدة (1) ها نحن كنّسنا كل التاريخ، وبحثنا حتى في زواياه عن أحرفٍ خبيئة هنا وهناك واجتررنا الحرف الواحد، ملايين المرّات.
وحدث أن سُرقت –من العراق وحده في أول سنة من الاحتلال الأمريكي فقط- أكثر من مئة وسبعين ألف قطعة أثرية، لم يكترث بها أحدٌ، بقدر ما نكترث اليوم، بجواز تهنئة أهل الذمّة، في أعيادهم أم لا، وبوضع المعايير التي لايمكن تجاوزها، والتي لايمكن أن يتخطاها أيٌّ كان، لتصحّ "العودة إلى الله".
هل يظنُّ أحدكم أن الدول الكبرى، ستتزلزل الأرض من تحتها، حين تقرّرون تلك "العودة" على طريقتكم؟ لتعلموا إذاً، أنهم لايستَثمرون إلا في البلاد التي يكتب مفكّروها، مئات العناوين والكتب عن "عذاب القبر" مثلاً، وأعداد الحوريات وأوصافها، وماهو طول البناء الشاهق، الذي يصحّ أن يرمى منه متهماً باللّواط.
المُعتَقَد الوحيد، الذي لاتسعى أي دولة كبرى وطامعة، إلى محاربته أو إضعافهِ، هو "المُعتَقَد السّلفي" (2)، وكلما خبا ذاك الفكر قليلاً، سيخرج ذو عين واحدة آخر، أو ذوي أعين آخرين، ليقولون لكم:
أنتم لاتقرؤون، وأنتم بعيدون جداً عن الله .. وستجدون الأسواق آنها، مليئة بالكتب، التي تطلعك علميّاً، على ضرورة قتل الكلب الأسود، والوزع.

(1) ذو العين الواحدة: موشيه دايان.
(2) المعتقد السلفي السياسي، والشيعة السياسية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.