الأربعاء، 11 فبراير 2015

‫#‏تنظير‬ 2

"دعونا نتفق على مساحة جهنم فقط"
قبل البحث عن حلّ سياسيّ, يحقنُ دماءَ السوريين النّازفة للأبد, هل يمكنُنا القولُ أن هذه الحرب قد كشفتِ الكثيرَ من العوراتِ, منها ماكان مختبئاً, بين ركبتَي وسُرّة هذا الوطن؟
هل من "ورقة توت", كسَت جزءاً من هذا العراءِ, عبر الكثير من النظريّات السياسية, والعقائديّة, على مرّ التاريخ؟
هل على الإنسان السّوري إذاً, أن يقفَ مخموراً, في شارعٍ ما, ويصرخ بأعلى صوته:
من أنا؟ من نحن؟ ماذا يجري؟
هل استطاع أصحاب النظريات الوضعية, وممثلو الأديان السماوية, والأحزاب السياسية والدينية, أن يتفقوا فيما بينهم أولاً, وكلّ في محفلِه, أن يرفعوا راية واحدةً, توحِدُ رعاياهم فقط, كلّ على حدى, داخل "الملّة" الواحدة, على كلمة سواء؟
لا
أمعقولٌ, أن هذا الكيان السياسي الهشّ, كان يجمعنا بين ذراعيه, ونحن نكنّ لبعضنا, كل هذا الحقد, وهذه الهمجيّة؟
مئة مترٍ, في أي شارع سوريّ, قد تدهشُكَ, بتعدد انتماءاتِ وولاءات الناس فيها.
مئة متر لمَ؟
بوست واحد على فيس بوك, قد يقصِم ظهرَ أبناءِ, حلقةٍ دعويةٍ واحدةٍ, أو قد يحيلُ حلقةً حزبيةً إلى هشيمٍ تذروهُ الرياح, أو تُعلنُ "داحس وغبراء" أخرى بين فخذين أو بطنين, من أبناء البلاد, وكلّ يقاتلُ "الفئة الباغية", ويعدّ له ما استطاع من قوة, ومن رباط الخيل أيضاً, وكلّ يحمل كتابه على رمحه وسيفه.
هل نحن "نقونن" أو "نشرعن" اقتتال الصحابة, ومبدأ الدولة التي تقوم بـ "الغَلَبة"؟
من أنتم؟
ياترى ..!!!
هل هي أزمة "تحديد هويّة"؟
هناك شتيمة جديدة, على السوريين, أن يسبّوا بعضهم بها, هي:
ياقليل الانتماء, يا عديم الهوية ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.